السنة تمر كشهر، و الشهر كأسبوع، و الأسبوع كساعات معدودات، فكيف بالعمر الذي يمضي في رمشة عين لنستيقظ بعد زمن و نرى شريط حياتنا يمر أمامنا و نتساءل ماذا قدمنا؟ ماذا أنجزنا و حققنا طيلة هذه السنوات؟ ماذا لو فمع بداية السنة الجديدة تناسينا أحزاننا بالرغم من أن التناسي كاذب مزعوم ؟ تركنا الماضي يمضي بذكرياته المريرة الموجعة ؟ تركنا ما يسبب التعاسة، فقد تكون السعادة أحيانا في ترك الأشياء أكثر من الحصول عليها؟ تخلينا عن الغل و الحقد في أعماقنا و تحلينا بالتسامح؟ ضحكنا بالرغم من كل شيء بدلا من البكاء عن كل شيء؟ التمسنا الأعذار لغيرنا بدلا من تغذية روح العداوة بيننا؟ غيرنا مواقع حروف كلمة الألم لتأخذ مكانها الصحيح و تتحول الى الأمل . أضئنا شعلات الأمل لتنير ظلمة اليأس و الفشل؟ تأملنا، أصررنا، ثابرنا، طمحنا وعزمنا؟ ديسمبر، رائحة النهاية ممزوجة ببداية لمرحلة قد تكون مرت بسلام و فرح على البعض و بحزن و كرب على البعض الآخر، لكن الأهم أنها مرت، لتعلن عن أفاق جديدة واعدة بأمال كبيرة . فماذا لو جعلنا من هذه السنة بداية و ما أحلاها من بداية بخطط زاهرة و مشاريع منيرة؟ وماذا لو جعلنا دروبنا مسطرة نحو التفاؤل و الأمل رغم الهزيمة و الزلل ؟
بيزة سلطاني